حالة إحباط

يقول جبران خليل جبران: “المرء إن لم تحبل به الكآبة ويتمخض به اليأس، وتضعه المحبة في مهد الأحلام، تظل حياته كصفحة خالية بيضاء في كتاب الكيان.”

إننا نعرف أن الحياة التي رُزقناها لا تدوم على طرف واحد ولا تسير على سياق واحد.

فغالبًا مانجد أنفسنا بعد التحلي بالثقة والحب الذاتي والإنجازات المتتالية نمر بمرحلة محبطة جدًا وقاسية على النفس، نلوم فيها أنفسنا ونقسوا عليها ونفتش عن ماضيها ونحاول أن نحاربها بأي طريقة.

طرح هذا الموضوع في مجموعة نافذة المدونات على برنامج التلقرام، وأردت هنا أن أعبر فيه عن رأيي البسيط.

فبالنسبة لي أرى أن هذا الوقت من الإحباط والجلد الذاتي هو أكثر وقت يكون فيه المرء قريبًا من نفسه ويراها بالشكل الصحيح دون أي مجاملات أو تعزيز ذاتي.

لكن، يجب علينا قدر المستطاع أن لا نكون ظالمين لأنفسنا لأننا سنجد أننا نستحقرها كثيرًا ونقارنها بغيرها والمقارنة دائما تكون غير سليمة.

من جهة أخرى، قد تكون هذه الفترة من أقوى الفترات التي نستطيع بسببها النهوض وشحن الطاقة للإستمرار بشكل ورغبة أقوى.

لذلك، سأطرح بعض الأفكار التي قد تكون كمساعدة علاجية لهذه الحالة الطبيعية التي يمر فيها أي شخص منجز وناجح.

أولًا، تقبل الأمر والحالة النفسية. لأنها وعكة خفيفة تصيب الناجحين والطامعين بالمزيد، فتقبل الأمر هو أول العلاج.

ثانيًا، الإستعانة دائمًا بالأشياء التي كانت تسعدنا عندما كنا أطفال من وجبة مفضلة، مكان مميز، أو أغنية محببة. والتجرد تمامًا مما نحن عليه الآن.

لأن العيش كالأطفال بين فترة وأخرى يبعدنا كثيرًا عن المعمعة المزعجة والغير مرغوبة.

فعلى الرغم من أن الهروب مرفوضٌ في كثير من المشاكل إلا أنني أراه في هذه الحالة حلًّا رائعًا وعلاجًا يعيد الطاقة والرغبة في النفس.

ثالثًا، تجربة أمور جديدة. فإن كنت بيتوتيًا مثلًا جرب أن تقضي يومًا كاملًا خارج المنزل والعكس. فهذا يبعد الهالة السوداء المحيطة بالنفس في تفكيرنا بطريقة لقضاء هذا اليوم بشكل مختلف عن الأيام الباقية.

وأخيرًا، أتمنى أن تكون الحلول البسيطة كافية لحجب كل الخوف الذي قد يدور فينا عند تعرضنا لأزمة الإحباط والركود النفسي.

الإعلان