
يقول الكاتب الأفغاني الأمريكي خالد حسيني: “المجتمع ليس له فرصة للنجاح إذا كانت نساؤه غير متعلمات.”
وقبل أن نتعمق في هذه النقطة أحب أن أعطي نبذة بسيطة عن أنواع المجتمعات في العالم الحديث وما ينطبق على كل واحدٍ منها دون الخوض في الحسنات والمساوئ.
أولًا المجتمع الجمعي، وهو في الغالب ينطبق على المجتمع الذي يقيم حدوده وأبعاده على نظرة وتفكير المجتمع بشكل كامل، أي أنه يراعي نظرة المجتمع بغالب فئاته ويراعي عاداته وتقاليده وما إلى ذلك؛ مثل المجتمعات الشرقية.
ثانيًا المجتمع الفردي؛ وهو ما ينافي الجماعية بحيث يحصل الفرد فيها على مساحة أكبر فهو من يقيم حدوده وأبعاده أي أنه غالبًا ما يقدم الأنا قبل نحن وهو ما نجده في المجتمعات الغربية مثلًا.
والرابط بين ما قاله الكاتب حسيني وبين إدراكنا لأنواع المجتمعات هو تكوين المجتمع الصحيح المتكامل والذي تقود دفته الأمهات المتعلمات لا الوالدات فحسب.
ففي حين كثر التسويق حول الاستقلال المادي والذاتي للمرأة والترغيب بالانفرادية والاعتمادية، والزعم بأن هذا هو الطريق الصحيح الوحيد للتدرع من نوائب الحياة واستقرار الكيان واكتماله، وخاصةً عند إبراز ربة المنزل كمهنة ثانوية (جانبية) لا تساعد المرأة على النمو الذاتي.
نجد في الأصل أن ربة المنزل التي تمتهن الأمومة هي المرأة التي يعُتمد عليها وليست من تعتمد هي على نفسها فحسب، فرب المنزل وأطفاله والمجتمع بأكمله يعتمد عليها فجودة ثباتها واستقرارها هما ما يقومان اعوجاج المجتمع، أي أن أركان المجتمع تتأثر إن تأثر منزل واحد بسبب خللٍ في ربة المنزل أو في ربايتها.
القضية الأولى:
خلق الله -سبحانه وتعالى- هبة الأمومة الجليلة وخصها لأنثى الإنسان فهي تفضلٌ من الله سبحانه على بعض النساء الوالدات وليست كل والدة أم.
والفرق بين الوالدة والأم هو أن الوالدة راعية، والولادة شيءٌ مكتسب لنمو الحياة الكونية والاجتماعية أو لسد احتياج نفسي فحسب.
أما الأمومة فهي قضية المرأة الأولى في الأرض وهي وصية الله للمرأة الإنسانة من حينما وهب الله الأرض لآدم وحواء لخلافتها، وهي مهنة تحتاج إلى تعلمٍ ودراسة إذ أنها المنهج الأول الذي يجمع أبعاد المرء ليمتزج امتزاجًا انسانيًا وينمو صالحًا فيُنمِّي مصلحًا. فعلى الوالدة أن تتعلم كيفية امتلاء الوليد امتلاءً كاملًا صحيحًا لحين تخرجه من حضنها؛ فهي مسؤولة عن حسن خراجها وجودة صنعتها لأنها المدرسة الأولى والمُلقِّنة الأولى والمرجع الأول لهذا الطفل الصغير. فالأمومة علاقة لا تشبه غيرها من العلاقات فلا تستطيع الأم أن تكون صديقة أو أخت أو حتى حاكمة، بل هي مقام يجعل منها خليط بين هذا كله فلا تكتمل أركان الأمومة حتى تصبح حازمة بحنانها ومرشدةً بحكمتها ومحفزةً برؤيتها.
يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري في كتابه قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى: “لعله قد يكون من المفيد ألا نتحدث عن “حق المرأة في العمل” (أي أن تعمل في رقعة الحياة العامة نظير أجر)، أي العمل المنتج ماديًا الذي يؤدي إلى منتج مادي (سلع – خدمات).
ونعيد صياغة رؤية الناس بحيث يعاد تعريف العمل فيصبح “العمل الإنساني”، أي العمل المنتج إنسانيًا (وبذلك نؤكد أسبقية الإنساني على المادي والطبيعي).
وهنا تصبح الأمومة أهم “الأعمال المنتجة” (وماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من تحويل الطفل الطبيعي إلى إنسان اجتماعي؟) ومن ثم يقل إحساس المرأة العاملة في المنزل بالغربة وعدم الجدوى، ويزداد احترام الرجل لها ويكف الجميع عن القول بأن المرأة العاملة في المنزل لا تعمل.”
نستنتج إذًا أن الإنسان كائن مجتمعي يتأثر بغيره كما يتأثر بنفسه، والمرأة عامةً كالنهر متدفق ومتعدد المصبات فإذا نشفت مصبات هذا النهر واكتفى بمائه غرق هذا النهر بمائه العكر. والأم خاصةً كالمزرعة تزهر بأشجارها وتتدلى ثمارها اليانعة لتغذي المجتمع.
سلمت يمناك 💞
إعجابLiked by 1 person
شكرًا لكِ عزيزتي 🌻
إعجابإعجاب
اتفق مع ما قلت وكما قال الشاعر
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراق
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
لكن هناك مجتمعات لا تريد نشر العلم بين فتياتها خوفا من تسلطهم لذا الكثير من الفتيات اخذ الجانب دفاعا عن النفس وليس تمردا
إعجابLiked by 1 person
أهلًا بكِ عزيزتي
وشكرًا على إضافتك 🌻
بالفعل قد يورث البعض الجهل لفتياتهم، وهذا أصل الموضوع أن المجتمع المتكامل والمثالي قائم متى مااستقامت الأم وفهمت أصول أمومتها فإذا حسُن علمها حسُن عملها.
إعجابLiked by 1 person
إذا أردت أن تبني أمة فاتجه إلى المرأة ، وإذا أردت أن تهدم أمة فاتجه إلى المرأة ؟؟؟
إعجابLiked by 1 person
حياك الله أ. عبدالله
شكرًا لتعليقك.
إعجابإعجاب